حرقة المعدة عند الحامل وجنس الجنين، حرقة المعدة أحد المشاكل الصحية التي تعاني منها الحامل خاصة في الثلين الأخيرين من فترة الحمل وذلك بسبب التغيرات الهرمونية، وزيادة حجم الجنين، ولكن هل هناك علاقة بين حرقة المعدة عند الحامل وجنس الجنين؟ حيث تُروج الكثير من المعتقدات والتي ينفيها الطب حول ذلك، إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن إجابة السؤال المطروح يمكنك متابعة قراءة المقال معنا.
ما هي حرقة المعدة خلال الحمل؟
حرقة المعدة عند الحامل وجنس الجنين
تعد حرقة المعدة من الأعراض الأكثر شيوعًا في فترة الحمل وذلك بسبب التغيرات الهرمونية وضغط الجنين المتزايد على المعدة، وهذا الأمر طبيعي، ولكن توجد بعض المعتقدات التي تربط بين حرقة المعدة عند الحامل وجنس الجنين والتي لا يوجد لها أي أساس من الصحة، حيث يظن الكثير أن هناك رابط بين غزارة شعر الجنين وجنسه وحرقة المعدة، فإذا كان الشعور بحرقة المعدة كبير هذا يعني أن نوع الجنين أنثى، والعكس صحيح.
وفي حقية الأمر لا توجد أي علاقة بين حرقة المعدة عند الحامل وجنس الجنين، بل أنها من الأعراض الشائعة التي تعاني منها المرأة في فترة الحمل وذلك بسبب ارتخاء الصمام الفاصل بين المعدة والمريء وارتفاع احتمالية ارتداد الطعام للمريء، وأكدت على ذلك الأبحاث الطبية التي ارتفاع الإحساس بحرقة المعدل يكون نتيجة كبر حجم الجنين وزيادة ضغطه على المعدة فقط، وأنه لا يمكن معرفة وتحديد جنس الجنين إلا بالطرق العلمية الحديثة.
ما هي حرقة المعدة خلال الحمل؟
تعاني معظم السيدات الحوامل من مشكلة حرقة المعدة بنسبة 80%، وهي عبارة عن ألم حارق والشعور بعدم الراحة في منطقة الصدر والمعدة وذلك نتيجة ارتداد حمض المعدة إلى المريء بعد فترة قصيرة من تناول الطعام والشراب، إلا أن تلك المشكلة لا تشكل خطر على صحة الحامل بل من الممكن علاجها ببعض النصائح البسيطة مثل تناول الأدوية المضادة للحموضة.
وترجع الإصابة بحرقة المعدة عند الحامل خاصة في الشهور الأخيرة من الحمل لعدة أسباب رئيسية وهي:
- التغيرات الهرمونية والاستمرار في ارتفاع هرمون البروجيسترون خلال فترة الحمل والذي يؤثر على الصمام العلوي للمعدة ما يتسبب في ارتخائه فيسهل صعود السائل الحمضي الموجود بالمعدة إلى المريء.
- زيادة الضغط على المعدة من الرحم بسبب زيادة حجم الجنين.
- الارتخاء في العضلة العاصرة المريئية التي تربط بين المريء والمعدةى مما يؤدي إلى ارتداد الحامض والطعام.
الأعراض المزعجة التي تصاحب حرقة المعدة
تتمثل الأعراض الشائعة لحرقة المعدة فيما يلي:
- شعور بالغثيان والقيء.
- شعور بالنفخة.
- اﻹحساس بثقل وعدم راحة.
- ارتداد الغذاء للمريء.
- الشعور بحرقة وألم بسبب ارتداد الحامض.
- عسر في الهضم.
- صعوبة في البلع.
- سعال مزمن.
- التهاب الحلق أو القصبات الهوائية.
متى تبدأ حرقة المعدة عند الحامل؟
يبدأ شعور الحامل بحرقة المعدة عند حدوث التغيرات الهرمونية ، فبعض السيدات تعاني من حرقة المعدة في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل بينما البعض الآخر يشعر بذلك في مراحل متأخرة من فترة الحمل، وذلك يتوقف على طبيعة جسم كل امرأة، وبشكل عام تبدأ حرقة المعدة عند الحامل في الشهر الثالث وتستمر بالتزائد حتى نهاية الحمل، ويُنصح دائمًا بتجنب استلقاء الحامل مباشرة بعد الطعام والنوم برفع الجزء العلوي من الجسم بزواية تُقدر ب 40 درجة.
الحموضة للحامل ونوع الجنين
هل يمكن تحديد نوع الجنين من حموضة المعدة؟
قديمًا كان يعتقد الكثير أن حموضة المعدة مرتبطة بشكل كبير بجنس الجنين خاصة الأنثى، ولكن في حقيقة الأمر لا تتعلق حموضة المعدة بجنس الجنين سواء كان ذكر أو أنثى، وتلك المعتقدات القديمة لا تستند لأساس علمي ولا يمكن الأخذ بها، بل الأساليب والتقنيات الحديثة اﻵن هي المسؤولة عن تحديد جنس الجنين.
هل ألم المعدة من علامات الحمل بولد؟
هناك العديد من الأقاويل التي تدعي بأن معاناة المرأة الحامل من ألم المعدة والحموضة أثناء فترة الحمل من علامات الحمل بولد، ولكن هي يوجد ما يثبت صحة تلك المقولة؟ في الحقيقة لا يوجد أي علاقة بين حموضة المعدة وبين نوع الجنين، وتشعر الحامل بألم في معدتها كعرض طبيعي يرافقها خلال فترة الحمل نتيجة ارتفاع هرمون البروجستيرون الذي يحدث خلل في الحاجز الفاصل بين المعدة المريء.
هل حرقان المعدة يدل على شعر الجنين؟
يؤكد استشاريون أمراض النساء والتوليد أن العلاقة بين حرقان المعدة وشعر الجنين ما هي إلا خرافة ومعتقدات خاطئة، فلا يمكن أن يكون شعر الجنين هو السبب في حرقان المعدة والحموضة، بل أن الكثير من السيدات اللاتي تعانين من قرح المعدة تُشفى حالتهم تمامًا أثناء فترة الحمل، وشعور الحامل بحرقان المعدة لا له أي علاقة برأس الجنين أو شعره وإنما بسبب تغيرات هرمونية كما ذكرنا سابقًا.
والدليل على ذلك أن معظم النساء الحوامل التي أبلغن عن شكوتهم من حرقة المعدة المعتدلة أو الشديدة أنجبن أطفالاً بكثافة شعر أعلى من المتوسط، وعلى العكس، فإن معظم النساء اللاتي أبلغن عن عدم وجود حرقة في المعدة أنجبن أطفالاً لديهم شعر أقل من المتوسط أو بدون شعر.
حرقة المعدة عند الحامل في الأشهر الأولى
تعاني معظم السيدات الحوامل من الشعور بحرقة في المعدة خلال الأشهر الأولى من الحمل ويزداد في الثلث الثاني من الحمل، حيث ترخي هرمومات الحمل الصمام الموجود بين المعدة والمريء وتسمح لحمض المعدة بالتسرب داخل المريء مسبب الشعور بحرقة، وللوقاية من ذلك يجب على الحامل تناول وجبات صغيرة صحية والابتعاد عن الأطعمة المقلبة والفواكه الحمضية والأطعمة الحارة، وعلاج أي مشاكل خاصة بالإمساك حيث تتسبب في زيادة هرمون البروجستروم وبالتالي شدة اعراض حرقة المعدة.
معتقدات خاطئة عن أسباب حرقة المعدة
- تعتقد بعض الحوامل أن حرقة المعدة بسبب كبر حجم الجنين.
- يُروج أن شعر الجنين أحد أسباب حرقة المعدة، وأن على الحامل أن يحملن أطفال بلاشعر لكي لا تعاني من حرقة المعدة.
- يجب أن تعرف كل حامل أن الجهاز الهضمي ينفصل تماماً عن الرحم الذي يوجد فيه الجنين وبالتالي فلا يمكن أن يكون الجنين قد وصل لمنطقة أعلى المعدة ليؤثر عليها.
ما هو علاج حرقة المعدة عند الحامل؟
تتوفر العديد من الأدوية العلاجية لعلاج حرقة المعدة في الصيدليات، وفيما يلي أهم أنواع الأدوية التي يمكن استخدامها ولكن باستشارة الطبيب خاصة للحامل:
مضادات الحموضة والألجينات:
من أهم الأدوية المستخدمة في علاج حرقان المعدة لدى الحامل، إذا تشكل الألجينات حاجزاً رغويًا فوق محتويات المعدة، مما يمنع ارتجاع الحمض أو أي من محتويات المعدة إلى الأعلى، وبالتالي يمنع تهيج المريء، وتعادل مضادات الحموضة حمض المعدة مما يؤدي إلى التخفيف من آﻻم الحامل، ومن الجدير بالذكر أن الألجينات ومضادات الحموضة تُصنف من الأدوية الآمنة للحامل وذلك عند استخدامها بالجرعات الموصي بها.
أدوية تقليل حمض المعدة:
وهي مجموعة من الأدوية التي تعد بمثابة الخط الثاني لعلاج حرقان المعدة لدى الحامل، إذ تساعد على تثبيط إنتاج الحمض في المعدة، مما يقلل من كمية الحمض المتوفرة والتي يمكن ارتجاعها إلى الاعلى والتسبب في تهيج المريء وتشمل هذه الأدوية كل من: مثبطات مضخة البروتون مثل دواء أوميبرازول، وحاصرات مستقبلات الهستامين مثل دواء فاموتيدين، وسيميتيدين.
طرق تخفيف حرقة المعدة
فيما يلي قائمة نصائح وإرشادات مهمة للتخفيف من أعراض مشكلة حرقة المعدة عند الحامل:
- استخدام بعض الأدوية للتخفيف من الحرقة ولكن بعد الاستشارة الطبية.
- تجنب شرب الماء الكثير أثناء تناول الطعام.
- ارتداء الحامل ملابس فضفاصة لتخفيف الضغط على المعدة والبطن.
- مضع العلكة علاج يساعد في تحفيف حرقة المعدة والحموضة للحامل.
- عدم الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام.
- يفضل استخدام مضادات الحموضة بعد ساعة من تناول الوجبات، ويفضل قبل النوم تحديدًا.
- إدراج الزبادي واللبن الرايب ضمن الأكلات اليومية للحامل، ويفضل تناوله ليلا لاحتوائه على بكتيريا تساعد على الهضم وتخفز نشاط المعدة.
- تجنب تناول الأطعمة الحارة والمتبلة التي تُهيج المعدة وتزيد الأعراض سوءًا، والاطعمة التي تساهم في زيادة الحموضة مثل الطماطم والبصل والحمضيات بأنواعها.
- اعتماد أساليب الطهي الصحية مثل السلق أو الشوي أو الطهي عند البخار.
- الحرص على الجلوس بشكل مستقيم ومريح عند تناول الطعام؛ لتقلل الضغط على المعدة.
- تجنب تناول مصادر الكافيين، مثل: القهوة والشاي والمشروبات الغازية والشوكلاتة، حيث يزيد الكافيين من أعراض الحموضة سوءًا.
- الحرص على تقسيم الوجبات اليومية لعدة وجبات صغيرة الحجم متباعدة، بحيث يفصل بين كل وجبة والأخرى ما يُقارب 3 ساعات إلى 4 ساعات.
- يجب أن تتبع الحامل نظام غذائي صحي يشمل على كافة العناصر الغذائية الصحية البعيدة عن الأغذية الدهنية الدسمة الثقيلة على المعدة.
- تجنب النوم ما بعد تناول الوجبات، ويجب تناول الطعام قبل الخلود للنوم بـِ 3 ساعات على الأقل.
- رفع رأس السرير بما يُقارب 20 سنتيمترًا عند النوم، فهذا سيُساعد كثيرًا في تخفيف الضغط على المعدة والتقليل من ارتداد الحمض والطعام إلى المريء.
متى ينتهي الشعور بحرقان المعدة؟
ينتهي الشعور بحرقان المعدة بعد الولادة، حيث تعود نسبة هرمون البروجستيرون إلى معدلها الطبيعي داخل جسم الحامل، كما يقل الضغط على المعدة، وبالتالي يزول العرض بزوال السبب.
شعور الحامل بالبرد ونوع الجنين
هناك اعتقادات خاطئة سائدة وخرافات تقول أن السيدة الحامل التي تشعر بالبرد تحمل في رحمها جنين ولد، ولكن لا يوجد أي أساس من الصحة لهذا الاعتقاد، فالتغييرات في درجة حرارة جسم المرأة الحامل أمر طبيعي، بل أن أكثر النساء الجوامل تشعرن بالدفء بشكل أكبر من البرد، وذلك لأن عملية الاستقلاب تكون أسرع والمستويات الزائدة من الهرمونات تتسبب في تغيرات هرمونية، وعند البحث عن التفسير المنطقي للشعور الحامل بالبرد نجد أنه يرجع إلى فقر الدم، فالكثير من النساء الحوامل يعانون من نقص الحديد الذي يسبب فقر الدم، أو ضعف الدورة الدموية خلال الفترات الأولى من الحمل حيث يمر الجسم بالعديد من التغيرات التي تضعف تدفق الدم إلى مختلف أطراف الجسم، وهو ما يسبب الشعور بالبرد.
كثرة الغازات ونوع الجنين
على الرغم من وجود بعد الإدعاءات حول العلاقة بين كثرة الغازات ونوع الجنين والحمل بولد، إلا أن هذا الأمر غير صحيح، فالغازات لا ترتبط بجنس الجنين، إنما هي أعراض الحمل، حيث تعزي مشكلة الغازات لارتفاع مستوى هرمون الإستروجين والبروجستيرون ، فهذان الهرمونان يرتفعان بهدف تهيئة الرحم لاستقبال البويضة المخصبة التي ستنمو وتنضج لتصبح جنينًا، أما في المراحل المتقدمة من الحمل فتتجمع الغازات نتيجة توسع حجم الرحم، إذ يتمدد الرحم بصورة تكفي لاستيعاب زيادة حجم الجنين، وإنّ تمدد الرحم يُحدث ضغطًا على الأعضاء المجاورة وهذا ما يتسبب أيضًا بمشكلة الغازات.
يتغير الوسط الحمضي للمهبل في فترة الحمل، ولا شك أن طبيعة الإفرازات المهبلية تتغير عند الحمل بأنثى عن الحمل بولد، حيث تكون مائلة إلى اللون الأصفر في حالة الحمل ببنت، وإلى اللون الداكن البني إذا كان الحنين ولد، ولكن لا توجد أي علاقة بين حرقان المهبل والشعور بحكة ونوع الجنين، خاصة وأن حكة المهبل يمكن أن يحدث لأي امرأة، فهي لا تعد علامة مميزة للحمل، وأنما من الأمور الشائعة والتي ترجع أسبابها إلى جفاف المهبل.